وتستمر التوترات بين أفغانستان وباكستان

 ترجمة/ عدنان علي

لا تزال العلاقات بين أفغانستان وباكستان متوترة، حيث تؤدي القضايا المتكررة إلى تصاعد التوترات. ومؤخراً، تصاعدت المخاوف في أعقاب الضربات الجوية التي شنتها باكستان في أفغانستان الشهر الماضي، وما تلا ذلك من اغتيال أحد كبار قادة طالبان في باكستان مما أدى إلى تفاقم هذه المخاوف.

في 18 إبريل/نيسان، قُتل الملا محمد عمر جان أخوندزاده، وهو عضو بارز في الإمارة الإسلامية ومقرب من المرشد الأعلى لطالبان، في بلوشستان، باكستان، على يد مهاجمين مجهولين. وكان أخونزاده يزور عائلته في كويتا خلال عطلة عيد الفطر وشارك في صلاة المسجد المحلي. يحمل الجنسية الباكستانية ويقيم في كويتا ويقوم بالتدريس أيضًا في مدرسة دينية في قندهار بأفغانستان. وبعد وفاته، دعا المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد السلطات الباكستانية علنًا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي لعملية الاغتيال، واصفًا الحادث بأنه جريمة كبيرة.

كانت كويتا تاريخياً قاعدة لمجلس قيادة حركة طالبان الأفغانية، الذي أدار الممتلكات والشركات ووجه الأنشطة ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان من عام 2001 إلى عام 2021. ولا تزال الدوافع وراء اغتيال أخونزاده غير واضحة، مع تكهنات البعض بتورط محتمل من قبل طالبان الأفغانية. الدولة الإسلامية-ولاية خراسان أو كيانات أخرى. وتشير تقارير غير مؤكدة أيضًا إلى وجود روابط محتملة مع قوات الأمن الباكستانية، نظرًا لمكانة أخونزاده وعلاقاته المؤثرة.

وتشمل خلفية هذه الأحداث سلسلة من الغارات الجوية التي شنتها باكستان في 18 مارس/آذار واستهدفت حركة طالبان باكستان في إقليمي خوست وباكتيكا بأفغانستان. وكانت هذه الضربات الجوية ردًا على هجوم انتحاري في باكستان أدى إلى مقتل العديد من أفراد الجيش الباكستاني. وأعرب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري عن موقف حازم ضد الإرهاب عبر الحدود في ذلك الوقت، مشددًا على الرد القوي على أي تهديدات.

وكان من المتوقع في البداية أن تتحسن العلاقات بين البلدين بعد استعادة طالبان السيطرة على كابول في آب/أغسطس 2021. ومع ذلك، ظهرت الخلافات حول خيارات حكم طالبان ورفضها التوافق مع توقعات باكستان. واستجابة للمخاوف الأمنية المستمرة المنسوبة إلى المسلحين المتمركزين في أفغانستان، اتخذت باكستان تدابير مهمة، بما في ذلك طرد أكثر من مليون لاجئ أفغاني غير شرعي وخطط لترحيل اللاجئين المسجلين. وقد أدى ذلك إلى انتقادات من حكومة طالبان، حيث دعا وزير الدفاع الملا محمد يعقوب إلى معاملة الأفغان في باكستان معاملة إنسانية.

وتحمّل باكستان حركة طالبان مسؤولية فشلها في السيطرة على الأنشطة المسلحة التي يُزعم أنها تنطلق من أفغانستان، مشيرة إلى تصاعد الهجمات داخل حدودها. وقد أثيرت هذه القضية على المستوى الدولي، حيث طلبت باكستان الدعم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمواجهة هذه التحديات.

وبينما يتنقل كلا البلدين في هذه الديناميكيات المعقدة، فإن احتمال نشوب المزيد من الصراع يظل مصدر قلق. ويضيف الاغتيال الأخير في باكستان إلى العلاقات المتوترة بالفعل، حيث تساور كل من الدولتين شكوك عميقة حول نوايا وتصرفات كل منهما.